عسلامة – وكالات
عبر الرئيس السوري بشار الأسد عن قلقه من أن تتسبب الضربة العسكرية المزمع شنها على سوريا، في إضعاف قوات الجيش وتغيير موازين القوى، مشيرا إلى أن حلفاء بلاده لن يسكتوا إزاء تعرض سوريا للهجوم.
وحذر الأسد في مقابلة مع شبكة سي بي أس الأميركية من أنه وحلفاءه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسينتقمون حسب تعبيره في حال شن هجوم على سوريا.
وقال الأسد إن أدلة استخدام السلاح الكيماوي التي يتحدث عنها المجتمع الدولي لا تعتبر قاطعة، نافيا ضلوع الجيش السوري في استخدامها.
وقالت المحطة ان الاسد قال في مقابلة اجريت في دمشق “لا يوجددليل على انني استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبي.”
الكيماوي استخدم دون تصريح من الأسد
وتزامنت تصريحات الأسد مع تقرير نشرته صحيفة “فيلت أم زونتاج” الألمانية، الأحد، ونقلت فيه عن المخابرات أن قوات سورية نفذت على الأرجح هجوما بأسلحة كيماوية قرب دمشق دون تصريح شخصي من الرئيس السوري.
وقالت الصحيفة إن رسائل عبر اللاسلكي التقطها عملاء للمخابرات الألمانية أوضحت مطالبة قادة الألوية والفرق السوريين قصر الرئاسة بالتصريح لهم باستخدام أسلحة كيماوية على مدى الأربعة شهور ونصف الماضية، لكن القصر كان يرفض دائما.
ورأى مسؤولون بالمخابرات أن ذلك قد يعني ان الأسد لم يوافق شخصيا على الأرجح على الهجوم الذي وقع قرب دمشق يوم 21 أغسطس الماضي، وقدر عدد ضحاياه أكثر من 1400 قتيل.
إيران تنتقد
وقد انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الضربات العسكرية المحتملة ضد سوريا باعتبارها خارج حدود ميثاق الأمم المتحدة، قائلا إن استخدام القوة غير قانوني.
وأدلى ظريف بهذه التصريحات اثناء زيارة يقوم بها إلى العاصمة العراقية بغداد. وهذه الزيارة، وهي الأولى له له منذ توليه المنصب الشهر الماضي، تؤكد على تنامي العلاقات بين إيران والعراق.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين حول الهجوم المحتمل على سوريا، تخلى ظريف عن اللغة الفارسية وأجاب بالإنجليزية قائلا “لا أعرف لماذا لا يفهم كل من يقول إن جميع الخيارات متاحة أن الدول المتحضرة رفضت… قبل خمسة وستين عاما في ميثاق الأمم المتحدة اللجوء إلى القوة باعتبارها ممارسة غير قانونية”.
وإيران هي الداعم الإقليمي الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، الذي يحافظ نظامه على علاقات قوية مع روسيا. وتقاتل قوات الأسد معارضة مسلحة يغلب على أعضائها السنة وتتلقى دعما من أنظمة سنية مثل تركيا ودول الخليج العربي.
واستقبل ظريف لدى وصوله نظيره العراقي هوشيار زيباري كما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي.
موقف العراق
ومن الناحية الرسمية يتخذ العراق موقفا محايدا من الصراع السوري، رغم أن قيادته الشيعية قلقة بشأن التهديد الذي يمثله المتطرفون السنة، ومنهم فرع القاعدة في العراق، الذي يقاتل في صفوف الثوار.
وقد كرر دعوته بضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
وأعرب النجيفي، وهو أبرز مسؤول سني في البلاد، عن قلقه من العواقب الداخلية على ضرب سوريا. وقال “نعتقد أن الضربة لن تفيد سوريا، ولكنها ستشعل النار التي قد تمتد إلى العراق ودول الجوار”.
وأضاف أن ضرب سوريا لن يكون حلا للأزمة، وسيؤدي إلى تفاقم الوضع أكثر.
وكرر ظريف دعوته إلى ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
وأكد ظريف على هذه المخاوف في تصريحاته في بغداد، قائلا إن الذين “يريدون شن الحرب لا يستطيعون السيطرة على مسار هذه الحرب أو إنهائها”.
وقال ظريف في تصريحات ترجمت إلى اللغة العربية “الرئيس الأمريكي دخل في فخ فتح له من قبل الآخرين… بدون رغبته الشخصية. نأمل أن يخرج من هذا الفخ”.