عسلامة –
لن يعود غريبا أن تجد “رجلا” حاملا أو مصحوبا برضيع في شوارع أوروبا، الأمر بات طبيعيّا جدا، حيث زاد عدد المتحوّلين جنسيّا والذين لا يتحوّلون فقط من جنس لآخر بل ويسعون لممارسة كل ما يتفرّد به ذلك الجنس الجديد الذي اختاره أو اختارته، ولعلّ ما كان سابقا عجيبا وغريبا وغير مقبول أصبح اليوم واقعا ملموسا، حيث شهدت ألمانيا منذ فترة قصيرة أول ولادة لطفل من أب متحول جنسيا كان احتفظ بأعضائه التناسلية النسائية، دون أن يكشف عن هويته واختار الأب الولادة في المنزل كي لا يتم تسجيله كأم للمولود.
ويعتبر”بات” هذا المواطن الألماني المتحول جنسياً أول “رجل” في أوروبا يلد طفلاً بعد أن أصبح حاملاً من خلال تقنية التبرع بالسائل المنوي. وحسب بعض التقارير فإنّ هذا “بات”، الذي ولد مثل أي إمرأة وضع مولوده في المنزل بمساعدة ممرضة توليد بأحد الأحياء الفقيرة في برلين. وأصر “بات”، الذي لم يفصح عن هويته، على وضع رضيعه بالمنزل، خشية أن يتم تسجيله كأم في أي من الوثائق التي تخص المستشفيات، وهو شرط قانوني في ألمانيا.
وقالت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن ذلك “الأب”، الذي ما يزال محتفظاَ بأعضائه التناسلية الأنثوية، يخضع لعلاجات هرمونية منذ سنين لتغيير الجنس. فيما تمّ حجب كافة التفاصيل المتعلقة بالجهة التي تبرعت بالسائل المنوي والمعلومات الخاصة بأي علاقة جنسية خاضها، رغبةً من “الأب” حسب عديد التقارير في توفير أقصى درجات الحماية للمولود.
أمّا بالنسبة للمولود الذي ولد في مارس الماضي فيعتبر حالة استثنائية حيث أصبح رسمياً أول طفل يولد من أب من دون أن يكون له أم. وقال متحدث باسم إدارة الشؤون الداخلية بمجلس الشيوخ “هذا الشخص مثار الجدل لم يرد أن يبدو كأم وإنما كأب في شهادة الميلاد وقد تم الترحيب بهذا الطلب”.
وطلب الأب ألاّ يتم الكشف عن نوع الطفل تحت أي ظرف، غير أن السلطات المعنية بالأمر هناك لم تهتم بذلك الطلب وأعلنت أن هذا الطفل صبي. وأفصحت مصادر عن أنه سيتم الاعتناء بالطفل في حال تعرضه “لمشكلات نفسية”. وتعاملت وسائل الإعلام الألمانية بحالة من الصدمة مع الأخبار الخاصة بتلك الولادة الغريبة من نوعها.