عسلامة – سوسة
تفاجأ أحد التجار في مدينة قصرهلال بأشخاص لا يعرفهم يتصلون به قصد تقديم عيّنات من سلع مستوردة بغاية بيعها، وبطبيعة الحال وافق التاجر على معاينة العيّنات.
فالتقى في البداية برجلين قدما له سلعة لا وجود لها في السوق التونسية لكنه تعرّف عليها مباشرة، حيث إنه قام بتوريد كميّة منها من إسبانيا منذ شهر أفريل الماضي، وتمّ حجزها في ميناء سوسة التجارية منذ دخولها بسبب تضارب في الفواتير كما أكدت المصالح الديوانة للمورّد، وهذا أمر طبيعي وأخذ الموضوع مجراه القانوني مع إصرار التاجر على استرداد بضاعته بالطرق القانونية بعد أن تمّت تسوية كل شيء.
في المرة الثانية التقى التاجر بشخصين آخرين وقدما له عيّنات من نفس البضاعة ما أكد شكوكه التي ساورته في المرّة الأولى، حيث إنّ البضاعة بضاعته المحجوزة في الميناء، وهي عبارة عن “Ribbon de satin” تباع في محلاّت لوزام الخياطة.
إذن باتت المسألة واضحة لدى صاحبنا، فلا مجال للشك أنّ بضاعته نُهبت في الميناء، ولكن كيف؟
شكوك وكمين…
بالتنسيق مع الوحدات الأمنية في المدينة، تمّ نصب كمين للأشخاص الأربعة كلّ اثنين على حده، حيث أتى الأولان حسب موعد مسبق مع التاجر وتمّ إلقاء القبض عليهما وتحويلهما إلى مركز وسط المدينة بقصرهلال حيث تمّ التحقيق معهما، ورغم أنّهما ادعيا أنّهما اشتريا البضاعة من السوق !!! إلاّ أنّ عدم توفرها في تونس يفنّد روايتهما، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع في مركز الشرطة وصلت مكالمة هاتفية للتاجر تعلمه أن الإثنين الآخرين وصلا إلى المحلّ (مغازة لبيع مستلزمات الخياطة) فتمّ التحوّل مباشرة وجلبهما إلى المركز حيث حصل معهما مثل ما حصل مع سابقيهما.
المهم أنّه تمّ ترك الأشخاص الأربعة في حالة سراح لحين إكمال التحقيق في القضية التي تعهّدت بها الوحدات الأمنية في المدينة، ولكن المفاجأة في كل هذا أنّ عنصرين من الأربعة ينتميان إلى سلك الديوانة ويعملان في ميناء سوسة !!!
صاحب البضاعة المحجوزة لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصر على التحقّق من الأمر في الميناء، فقام صباح اليوم السبت 28 سبتمبر 2013 باصطحاب عدل منفّذ فضلا عن محاميه وتوجه نحو الميناء أين تمكّن العدل والمحامي من الدخول صحبة القابض، وبمعاينة الشحنة وجدوا أنّ ناقصة كميات كما أنّ البضاعة ليست على حالتها الأولى حين وصلت الميناء، وهو ما تمّ تدوينه في محضر رسمي.
وأكد لنا صاحب البضاعة أنّه سيواصل الإجراءات القانونية وتتبّع الأشخاص الذين اتصلوا به وقدموا له عيّنات من سلعته المحجوزة في ميناء سوسة، ومن المنتظر أن يقدم يوم الإثنين المقبل قضية في الغرض.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: كم عدد السرقات التي تتمّ يوميّا في هذا الميناء؟؟؟
صالح