الحامة – خيرة خلف الله
فعاليات اليوم الثالث
نبحث عن البديل ولكن نحاول دوما أن لا نغفل ذلك الجميل فينا .
والأدب متأصّل الانتصار للذائقة العربية ،شديد الغيرة على مريديه
كلّ مرّة نحاول أن نسلك إليه دربا وإن اختلفنا فالهدف واحد ،الرّقي بهذا الوازع الإنسانيّ وهذا الشّغف الطرّيف ولا أمتع من جدة التليد
ابتعدنا عن صخب المدّعين في الأدب فلسفة ورأينا أن نستعيد طفولتنا ،فغامرنا مع صخب الناشئة و التحفنا بريق الحماس المتقد من أعينهم والخافقة به أفئدتهم الصغيرة وكانت وجهتنا الحامة هذه المرة لنحطّ الرّحال بمهرجانها الوطنيّ للأدب
قابلنا تمثال الدّغباجي على اليمين وعلى الجهة اليسرى حيث القلب تماما جنة دنيوية لشهداء الثورة ومن التحق منهم بالسّرب لما كانت الثورة في بدايتها لا تعير للدماء قيمة فداء لكرامة ترخص عندها الدماء والأرواح، كنا نفكر في التقاط صور تذكارية مع أرواحهم لما استعصى ذلك مع أجسادهم، لكن كان الوقت قاهرا وقاسيا فآثرنا التوجه رأسا إلى حيث تخليدهم أدبا ولا أمتع من العرفان بقلم راق نشحذ عزيمته ونقوّي عوده
استقبلنا منظموا المهرجان والعديدة انشغالاتهم الموحّدة جهودهم في طيبة أهل الجنوب وتواضعهم منهم المترجّل ومنهم الذي يمتطي درّاجة ومنهم الذي يمتطي سيارة ليدلّونا على مقرّ الورشات حيث قابلونا هناك من جديد متأنقين بابتسامة عميقة صادقة أضفت الراحة والاطمئنان على الوافدين الصغار المنبهرين بالتقاليد الأدبية التي لم يألفوها وقد كان شيء من الغموض يكتنف فضولهم لهذه المراسم
توزّع الناشطون من نادي الإبداع و يراعات المشهد الجديد بالمطويّة على ورشتي القصة والشّعر فتعرّفوا إلى مشاركين من مختلفي الانتماءات والشرائح العمرية ولم يغفل إطار التنظيم الإحاطة بظروف قدومهم فاستضافوهم على وقفة صغيرة مع فطور الصباح وانطلقت الأنشطة بعد ذلك في جوّ أريحيّ تميّز بالجدّية والإفادة حيث تولى الأستاذان خالد حفظي والأستاذ هادي سماعيلي قراءة المشاركات وسماع المشاركين وتقديم بعض النصائح في ما يخص مجال السّرد وكذلك ورشة الشعر التي أدارها باقتدار الشاعر وضيف المهرجان مبروك السيّاري والأستاذ بوسة ضيف الله وقد شاركهم المتبارون من مختلف المناطق بالتدخل اللطيف والكلمة الجيدة والإصغاء باهتمام للنصائح
ثم بعد لذلك شددنا الرحال إلى المركب الثقافي محمد علي الحامي حيث تمت مراسم التتويج وختم الفعاليات في جو أدبيّ مميّز
الجميل لهذا اللقاء أنه كرّم كلّ من شارك وحضر في جو تلقائيّ أخّاذ