بقلم: شكري الباصومي
صدر كتاب “سوريا التي غيَّرتْ وجْهَ العالم” للشاعر والكاتب السوري والمحلل السياسي المقيم في تونس “هادي دانيال” ، وذلك عن دار نقوش عربية ، في 208 صفحات من القطع المتوسط… الكتاب الذي صمّم غلافه وصفحاته الداخلية الفنان التونسي “عادل التليلي” تضمن 15 فصلا بعد المقدّمة ، على النحو التالي : المقدمة . على صخرة صمود سوريا تحطمت مؤامرة “الربيع العربي”(حوار مع المؤلف أجراه الكاتب الصحفي التونسي :أحمد النظيف) . – بضلوعها في جرائم الأسلحة الكيميائية في سوريا : تركيا تحيي إرثها الإباديّ ضدّ شعوب المنطقة. – عندما يتكئ العدوان إلى حضيض أخلاقي :أوباما وعملاؤه الأعراب نموذجاً. – السياسة الخارجية الأمريكية تداري فشلها بتغيير أدواتها – بعد أن كشف “سنودن” الفضيحة : كيف يستر العالم عريه أمام عيون المخابرات الأمريكية؟. – يحدث بين “الجهاد” و “الإجتهاد” . – “أردوغان” الذي خدع سوريا وغدر بها ، هل يخدع روسيا ويغدر بها أيضا؟. – في مخاطر مايواصله الأعراب من نفاق ونهايات ماحفروه من أنفاق. – ملاحظات عابرة على ثوابت عربية . – قلبي على دمشق ، أو متى يرتقي ساستنا وأمنيونا وإعلاميونا إلى بسالة هذا الجيش العربي السوري وكفاءته وتضحياته؟. – “جنيف2” ستارة تنفتح على حرب ضروس. – الرئيس الأسد يحتلّ مكانة رمزية عالية عند المزاج الشعبي التونسي (حوار أجراه مع المؤلف الكاتب الصحفي السوري “بلال سليطين” ) . – قراءات استشرافية : 1- فرنسا: تمسح بيسراها ماتكتبه بيمناها . 2- تجربة فنزويلا بقيادة شافيز . 3 احذروا الصهيونية . 4- فلاديمير بوتين يمنح العرب فرصة التحرر
الكتاب نبوءة
تحطمت المؤامرة على صخرة صمود الجيش العربي السوري….. وانتهت كذبة الربيع العربي…. من الاسلحة الكيمياوية الىالى الدور اليهودي والتركي ونذالات الاعراب واللعب الايراني المزدوج وحزب الله والشارع العربي ابحر الهادي دانيال كما عودنا بقراءته الموغلة في الوضوح والعمق والسخرية ترافقه مقولات الفلاسفة والكتاب…. قال عنه احمد نظيف : ” كان هادي دانيال يقف وحيدا في معسكر الرفض والتصدي لمقولات الربيع العربي الرومانسية ….اليوم الربيع العربي يوشك ان يطفئ شمعته الثالثة امتلأ معسكر الرافضين وانتبهنا الى فكرة ان دانيال كان رؤيويا وطليعيا في نظرته للواقع واكتشفنا اننا خدعنا او لنقل اننا تعجلنا الفرح “…. والحق فإن هادي دانيال تنبأ بما حدث في كتبه السابقة ” ثورات الفوضى الخلاقة سلال فارغة ” منذ سنتين وكتاب ” الربيع العربي يتمخض عن خريف اسلامي بغيوم صهيونية ” منذ سنة . و ” أوهام الربيع العربي الوعي القطيعي ” . هادي دانيال أوضح بالحجة والبرهان ان الهدف الحقيقي لما يسمى بالربيع العربي هو تدمير الجيوش العربية الاربعة ( العراقية والسورية والمصرية والجزائرية ) وطرد الصين من افريقيا والحد من الطموحات الروسية.
أوهام…
تحققت نجاحات طفيفة مؤقتة لكن صمود سوريا أوقف هذا المشروع. سوريا التي بدأ اقتصادها ينتعش وهي واحدة من البلدان العربية القليلة التي تصدر القمح وتحقق تسعين بالمائة من احتياجاتها الغذائية وتجهز مصنع حمص لتحقيق اكتفاء في حاجياتها من الادوية. وهي التي حققت نجاحات على مستوى الاقتصاد والسياحة والنفط واحتلت المرتبة 107 عالميا حيث كان الميزان التجاري لصالحها فضلا عن النجاحات الثقافية والاعلامية وغيرها. ويستحضر هادي دانيال مقولة نيتشة ” لا يعاقب المرء بعنف الا بسبب فضائله ” . هادي دانيال في ” سوريا التي غيرت العالم ” كان حاسما وواضحا ولاذعا ….صوب في كل الاتجاهات فلم تخطئ بوصلته ….. ويتساءل عن عجائب الزمن التي تجعل واحدا مثل الاخضر الابراهيمي يبحث تخفيض عدد الجنود وضباط الصف في الجيش السوري وهو ” طلب لا يمكن ” تفهمه ” الا من العدو الصهيوني ” والكلام لهادي دانيال ….الذي يتوغل في كشف رموز العمالة والخيانة بالاسماء في جراة نادرة مهما علا شانهم ومهما توهموا انهم محصنون من النقد ساسة وكتاب وإعلاميين….لا حصانة لخائن….. ويستحضر هادي دانيال قول الشاعر رسول حمزاتوف : ” يحق للانسان ان يقاتل من اجل أمرين فقط : من اجل وطنه ومن اجل امراة فمن يخون وطنه لن يكون افضل من ديوث ” . الافغاني ايضا استشهد به هادي دانيال وهو يلعن الخونة : ” خائن للوطن من يكون سببا في خطوة يخطوها العدو في ارض الوطن ” اين النصرة ؟
هل مقبول من مرشد اخواني ان يصرح انه يفضل مسلما من ماليزيا على قبطي مصري يحكم مصر ؟ وهل من المقبول تسويق مقولة ان ايران الفارسية الشيعية هي العدو التي يجب الجهاد ضدها وليس اسرائيل ؟ الكتاب ممتع وثري ومترع بالحقائق والادلة والارقام والحجج والروح الاستشرافية …… سوريا لن تغير وجه العالم ….سوريا غيرت وجه العالم وتم الامر والعنوان بصيغة الماضي ( غيرت ) كان مقصودا . مرة اخرى تثبت نبوءة هادي دانيال بعدما اسقط اكذوبة الربيع العربي المتجمد هاهي نبوءته تثبت وها هو المشروع الامريكي يتهاوى ويترنح امام صمود بواسل الجيش العربي السوري.