عسلامة – المنستير
في اطار الحوار الوطني للطاقة الذي انطلق منذ 27 جوان المنقضي نظمت ولاية المنستير تحت اشراف الحبيب ستهم والي المنستير امس الاول ملتقى جهوي حول مستقبل الطاقة في تونس حضره ممثلو بعض الادارات الجهوية المعنية و صناعيين بالجهة و ممثلي مكونات المجتمع المدني و خبراء في الطاقة ممثلين عن وزارة الصناعة .
و اوضح الحبيب زقلي المنسق العام للحوار الجهوي و المكلف بمامورية لدى وزير الصناعة ان هذا الحوار الوطني يتبنى مسؤولية الجميع حول مستقبل المجموعة الوطنية وهو خطة جديدة لخلق شراكة و تفاعل بين الادارة و مكونات المجتمع المدني و الاحزاب السياسية لاثراء هذا الحوار من جهة و للمساهمة في وضع استراتيجية واضحة و توجهات حول مستقبل الطاقة في تونس . و اضاف الزقلي ان 98 % من الانتاج الوطني من الطاقة في تونس يتم توليده بالغاز الطبيعي الذي تنتج منه تونس 43% و تستورد بنسبة 47 %من الجزائر منها 16 % في شكل اتاوي من دولة ايطاليا . و قال ان هناك جملة من التحديات تعمل الدولة التونسية على تحقيقها على غرار ضمان تزويد الطاقة للمستهلك بصفة طبيعية في ظل الاشكاليات المطروحة على الصعيد الوطني تنامي الاستهلاك امام تراجع الانتاج الوطني من الغاز الطبيعي .
و خلال الملتقى الجهوي حول الطاقة تولى ثلة من خبراء الطاقة ممثلين عن وزارة الصناعة تقديم توضيحات و معطيات حول امكانيات و حاجيات الدولة من الطاقة حيث اكد عبد الكريم غزال مدير النجاعة الطاقية بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ان العجز الطاقي في تونس متفاقم و يتضاعف خاصة مع تزايد سعر البترول في العالم وهو ما يفسر الضغط على صندوق التعويض . و في هذا الصدد شدد غزال على ضرورة ترشيد الاستهلاك و الاقتصاد في الطاقة انطلاقا من الاقتصاد في المنزل من خلال حسن اختيار الالات الكهرومنزلية المقتصدة للطاقة . و اضاف انه من الضروري التفكير في الطاقات المتجددة مثل الشمس و الريح مؤكدا ان العالم يصرف اموال طائلة للاستثمار في الطاقات المتجددة حيث ينتج العالم سنويا 300 الف ميقا وات من الطاقة بواسطة الرياح و 100 الف ميقا وات بالطاقة الشمسية مبينا ان وكالة التحكم في الطاقة تشجع على شراء اللاقطات الشمسية و توفر منحة بـ 30 % من ثمنها بهدف التحكم في الطاقة و ترشيد استهلاكها .
و قد تناول بقية الخبراء المتدخلين في الملتقى الجهوي بالتحليل واقع الطاقة في تونس حيث اكدوا ان الامكانيات المتاحة حاليا تنحصر في مواصلة استيراد الغاز الطبيعي من الجزائر مع تكثيف عمليات الاستكشاف حول الطاقة البترولية و خاصة الغاز الطبيعي و اذا ما تعذر على الدولة اكتشاف ابار بترولية جديدة ستلتجا حتما الى استيراد الفحم الحجري لتوليد الطاقة باقل سعر من توريد الغاز الطبيعي و لكن تبقى التكلفة عالية في محطات توليد الكهرباء بالفحم الحجري . و قال الخبراء ان عملية التنقيب على الغاز الطبيعي تبقى تقليدية في حين التنقيب على الغاز الصخري و الذي يعرف بغاز الشيست تبقى مكلفة حيث تبين الوكالة العالمية الامريكية للطاقة ان تقدير مدخرات الغاز الصخري بتونس في حدود 500 مليار متر مكعب وهو ما يكفي 80 سنة من الاستهلاك في تونس .